الكوليسترول الجيد HDL: ما هو وكيف نحافظ عليه
الكوليسترول الجيد HDL: ما هو وكيف نحافظ عليه
يسمع معظمنا مصطلح الكوليسترول الجيد، كثيراً في الاونة الأخيرة. ما هو الكوليسترول الجيد؟ ولماذا يقي من أمراض القلب؟
ولماذا من المفضل الحفاظ عليه مرتفعاً في الجسم؟ سنحاول الاجابة عن جميع هذه الأسئلة.
الكوليسترول الجيد لا يُعرف علمياً بهذا الاسم، انما هو البروتين الشحمي المرتفع الكثافة (HDL- high density lipoprotein). يُساعد على التخلص من الكوليسترول الزائد، ويقي من احتشاء القلب الحاد، ويتواجد في الدم. نظراً لذلك فنحن جميعاً نرغب بزيادة البروتين الشحمي المرتفع الكثافة. بالمقابل له يوجد البروتين الشحمي المنخفض الكثافة (LDL- low density lipoprotein)، وهو النوع “الضار” من الكوليسترول. مصدره من الدهنيات المشبعة ويزيد من احتمال الاصابة باحتشاء القلب الحاد وأمراض القلب التاجية.
يتواجد الكولسترول من نوع HDL في الدم، ويشكل ما يقارب 20-30% من نسبة الكوليسترول في الدم. تتعلق نسبة الكولسترول من نوع HDL بالجينات والجنس، حيث نلاحظ أن نسبة الكولسترول من نوع HDL مرتفعة لدى النساء أكثر من الرجال. يقومالكولسترول من نوع HDL بوظيفة ازالة صفيحات الكوليسترول والدهنيات العالقة على جدران الشرايين التاجية، وبذلك يقلل من خطورة انسداد الشرايين التاجية، مما يقي من أمراض القلب وخاصةً احتشاء القلب الحاد (أي النوبة القلبية) وفشل القلب وأخرى غيرها. هناك نظريات عديدة وأبحاث عديدة تبحث دور الكولسترول من نوع HDL في الوقاية من أمراض القلب، لكن النظرية التي تقترح أن الكولسترول من نوع HDL يزيل الدهنيات من جدران الشرايين في الجسم لا تزال الأساسية.
ما هي نسبة البروتين الشحمي المرتفع الكثافة التي يجب الحفاظ عليها؟
من الصعب الحفاظ على نسبة الكولسترول من نوع HDL، دون أية تغييرات في نمط الحياة، وسنقترح عليكم عدة امكانيات لذلك. لكن من المهم الاشارة الى أن نسبة الكولسترول من نوع HDL من المفضل أن تبقى أعلى من 40 ملغم/ ديتسيلتر ( 40 mg/dL). لذا اذا كنت تنظر الى نتائج فحوصات الدهنيات عند زيارتك الطبيب، فاعلم ان نسبة الكولسترول من نوع HDL المفضلة هي أكثر من 40.
كيف استطيع زيادة نسبة البروتين الشحمي المرتفع الكثافة؟
ما لا يعلمه معظم الأشخاص، أن تغيير في نمط الحياة هو ما سيحقق زيادة نسبة الكولسترول من نوع HDL. اليكم بعض الوسائل لزيادة نسبة البروتين الشحمي المرتفع الكثافة (الكولسترول من نوع HDL)، وللحفاظ عليه مرتفعاً:
- النشاط البدني: يعتبر النشاط البدني حجر الأساس لزيادة نسبة الكولسترول من نوع HDL، ويمكن القول ان الكولسترول من نوع HDL لن يرتفع دون القيام بنشاط بدني مستمر. يتطلب الأمر القيام بالنشاط البدني لمدة نصف ساعة على الأقل في معظم أيام الأسبوع، كالمشي، الركض أو السباحة.
- الاقلاع عن التدخين: يقلل التدخين من نسبة الكولسترول من نوع HDL بشكل ملحوظ جداً، لذا من المفضل الاقلاع عن التدخين بشكل تام.
- فقدان الوزن الزائد ومحاربة السمنة: يعتبر الوزن الزائد والسمنة من الأمور التي تعيق زيادة نسبة الكولسترول من نوع HDL، وغالباً ما نلاحظ ارتفاع نسبة الكولسترول من نوع HDL لدى الأشخاص اللذين لا يعانون من الوزن الزائد.
- الحفاظ على شرب المشروبات الكحولية بأقل من كأسين في اليوم للرجال وأقل من كأس للنساء. سيساعد الأمر أيضاً على الوقاية من أمراض القلب، الكبد وأمراض أخرى عديدة.
تناول الدهنيات غير المشبعة (مثل زيت الزيتون) يساهم في زيادة الكوليسترول الجيد (HDL)
تناول الدهنيات غير المشبعة: ان تناول الدهنيات غير المشبعة، عوضاً عن الدهنيات المشبعة، سيحافظ على أمرين. الأول هو انخفاض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) والثاني هو زيادة الكوليسترول الجيد (HDL). تستطيعون أن تجدوا الدهنيات غير المشبعة في زيت الزيتون، الكنولا، الذرة، عباد الشمس، فول الصويا، الأسماك والمكسرات.
- الحفاظ على تناول الخضروات، الفواكه، المكسرات، الحبوب، ومنتجات الحليب قليلة الدسم.
- تشير دراسات الى أن شرب عصير البرتقال يومياً لمدة أكثر من ثلاثة أسابيع متواصلة، يؤدي لزيادة نسبة الكولسترول من نوع HDL. الا أن هذه الدراسات صغيرة ولا يمكن الاعتماد كلياً على نتائجها.
هل توجد أدوية لزيادة نسبة البروتين الشحمي المرتفع الكثافة (الكولسترول من نوع HDL)؟
نعم توجد أدوية يمكن تناولها لزيادة الكولسترول من نوع HDL في الدم. النياتسين (Niacin) أو الحمض النيكوتينيك (Nicotinic Acid) هو الدواء الوحيد المتوفر حالياً لزيادة نسبة الكولسترول من نوع HDL. لا يوجد دواء اخر أو مادة اخرى حتى الان يمكنها فعل ذلك. يؤدي النياتسين الى زيادة الكولسترول من نوع HDL بحوالي 30%، اذا ما تم تناوله باستمرار. لن يوافق طبيبك على وصف النساتسين الا اذا كانت الكولسترول من نوع HDL لديك منخفضة جداً. تذكر أن اضافات الطعام والأملاح والدهنيات مثل الأوميغا 3 لا ترفع نسبة الكولسترول من نوع HDL.
اذاً فقد عرضنا أمامك العديد من الامكانيات للحفاظ على البروتين الشحمي المرتفع الكثافة او الكوليسترول الجيد HDL في المدى المرتفع. تذكروا أن الأمر سيقي من أمراض القلب وخاصةً النوبة القلبية. كما أن الأمر سيرتبط بنمط الحياة الصحي، وسيقلل من خطورة الاصابة بأمراض أخرى عديدة، كما يقلل من خطورة الاصابة بعوامل خطورة للأمراض القلبية. ما عليكم الا فقدان الوزن، تغيير نمط التغذية والمباشرة بالنشاط البدني. اذا كنتم تجدون صعوبة في الحفاظ على التغذية السليمة، يمكنكم استشارة اخصائية تغذية، كما يمكنكم استشارة طبيبكم الخاص لتلقي النصائح للقيام بالنشاط البدني.
مراجع مهمة :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%84
